آخر ما توصل إليه الأطباء في تشخيص أنواع الناسور وعلاجه
الناسور عبارة عن اتصال غير طبيعي بين بعض من أجزاء أو أعضاء الجسم الداخلية، مثل المستقيم والمهبل ومنطقة العصعص والجلد. وتعد هذه أشهر المناطق المعرضة للإصابة بالناسور، وكان من الصعب قديمًا الوصول إلى طريقة علاجية تضمن التخلص من أعراضه المزعجة إلى أن توصل الأطباء إلى تقنية الليزر التي أحدثت طفرة في اكتشاف مرض الناسور وعلاجه.
لذا نتحدث في هذا المقال تفصيلاً عن أنواع مرض الناسور ومدى فاعلية تقنية الليزر في علاجه نهائيًا.
نبذة عن الناسور وعلاجه
مرض الناسور هو أحد الأمراض التي تصيب الجلد في بعض المناطق من الجسم، وخاصة منطقة العصعص -أسفل الظهر- وحول فتحة الشرج، وهو عبارة عن خراج يتكون تحت الجلد.
يبدأ هذا الخراج في تصريف إفرازاته من خلال فتحة يُحدثها في الجلد الخارجي نتيجة غفلة المريض عن وجوده أو إهماله لاستشارة الطبيب بشأنه.
ومع تكرار حدوث هذه العملية وعدم الحصول على الرعاية الطبية المناسبة لتنظيف مكان الخراج وتطهيره، يمتد هذا الخراج ليصل بين أعضاء الجسم الداخلية، مثل المستقيم والفتحات الخارجية التي أحدثها في الجلد مسببًا أعراضًا مزعجة.
ويختلف تعامل الأطباء مع الناسور وعلاجه باختلاف نوع الناسور والمرحلة التي اكتشف فيها المرض ومدى استجابة المريض لمحاولات العلاج السابقة.
ما هي أشهر أنواع مرض الناسور؟
توجد عدة أنواع من الناسور تختلف باختلاف المكان الذي تتصل فيه قناة الناسور بسطح الجلد الخارجي، ولكن أكثرها شيوعًا:
الناسور العصعصي
ويطلق على الاتصال غير الطبيعي بين المنطقة المحيطة بآخر فقرات العمود الفقري وسطح الجلد الخارجي، ويحدث عادة للأشخاص ذوي الشعر الكثيف في هذه المنطقة، أو من تعتمد طبيعة عملهم على الجلوس لفترات طويلة، أو مرضى السمنة المفرطة.
يطلق على الناسور العصعصي الكيس الشعري، لما ينتج عنه من إفرازات كريهة وشعر وأنسجة غربية تسبب شعور المريض بعدم الراحة والالتهاب المستمر في هذه المنطقة.
الناسور الشرجي
أما عن الناسور الشرجي فهو اتصال غير طبيعي بين فتحة الشرج من الداخل والجلد الخارجي لفتحة الشرج. وعادة ما يصيب هذا النوع المرضى الذين يعانون الإمساك المزمن، أو من يعانون من التهاب القولون التقرحي، أو من يتعرضون للعلاج الإشعاعي والكيميائي، أو من يهملون نظافة وتجفيف منطقة الشرج باستمرار.
الناسور الشرجي يعد من أكثر الأنواع خطورة، وذلك لأن إهمال الناسور وعلاجه يتسبب في عواقب وخيمة، من أهمها فقدان التحكم في فتحة الشرج والإصابة بالسلس البرازي.
هل تختلف اعراض مرض الناسور باختلاف انواعه؟
توجد اختلافات عدة في اعراض مرض الناسور، وذلك تبعًا لموقع الإصابة، ففي حالة الإصابة بالناسور العصعصي يعاني المرضى من:
- عدم الراحة في الجلوس لفترات طويلة.
- خروج إفرازات كريهة الرائحة وشعر وأنسجة غريبة من فتحة في الجلد في منطقة أسفل الظهر.
- الشعور المستمر بالتهاب واحمرار وحكة في منطقة أسفل الظهر.
أما عن أعراض الناسور الشرجي فهي تشمل ما يلي:
- الشعور بألم وحرقة وحكة حول فتحة الشرج.
- زيادة الألم مع التبرز.
- ظهور إفرازات كريهة وصديد ونزيف من فتحة بجوار فتحة الشرج.
- احمرار وتورم حول فتحة الشرج.
علام يعتمد الأطباء في تحديد نوع الناسور وعلاجه؟
من أهم الخطوات التي تضمن نجاح رحلة اكتشاف الناسور وعلاجه هو التشخيص السليم لحالة المريض ونوع الناسور الذي يعاني منه وتحديد التقنية الأنسب له في العلاج، والتي تضمن له الشفاء دون أن يتكبد المزيد من الأعباء النفسية والمادية نتيجة محاولات العلاج غير الموفّقة.
من أهم الطرق التي يعتمد عليها الأطباء في تشخيص أنواع الناسور:
- الفحص السريري: من خلاله يتمكن الطبيب من وضع تشخيص مبدأي للحالة واستبعاد الأسباب الأخرى التي تسبب نفس أعراض الناسور، فعادة يختلط الأمر بين كثير من المرضى حول الإصابة بالناسور الشرجي والبواسير، لذا يساعد هذا الفحص في التفرقة بينهم.
- التصوير بالرنين المغناطيسي: يستكشف من خلاله الطبيب مدى تشعب الناسور وهل يشمل أى أجزاء أخرى من الجسم لتحديد التقنية المناسبة في العلاج ووضع خطة تصورية لفترة الاستشفاء.
لم الليزر هو الحل الأمثل في علاج أشهر أنواع الناسور؟
كان التدخل الجراحي هو أحد الطرق الأساسية المتبعة قديمًا في علاج الناسور، ولكن المضاعفات الناتجة عنه كانت كثيرة مقارنة بالإيجابيات التي يمكن الحصول عليها بعد العملية. الأمر الذي دفع كثيرًا من المرضى إلى تحمل أعباء المرض رهبةً من مضاعفات الجراحة وما يُحكى عن الليالي الطويلة المليئة بالألم والإرهاق بعد العملية وفترة الاستشفاء التي تستغرق شهورًا طويلة.
ولكن استحدثت مؤخرًا طرقًا أكثر تطورًا في علاج الناسور الشرجي والناسور العصعصي أحدثت طفرة في الشفاء من هذا المرض وشجعت كثيرًا من المرضى على الإقبال على مثل هذه التقنيات للتخلص من آلام الناسور المزعجة.. من أهمها تقنية الليزر.
كان لليزر عدة مميزات جعلته الخيار الأول لكثير من الأطباء خلال رحلة التعافي من الناسور وعلاجه نهائيًا.
من أهم مميزات الليزر:
- أعلى نسب نجاح للعملية بأقل احتمالية للإصابة بأي مضاعفات.
- تقل فرص حدوث النزيف في أثناء العملية لأن ألياف الليزر تعمل على كى الأوعية الدموية في المنطقة المصابة.
- صغر مدة العملية وإمكانية عودة المريض إلى مهامه اليومية في اليوم التالي من العملية.
- أقل نسبة ارتداد للناسور، لأن علاج الناسور بالليزر يعتمد على استكشاف كافة قنوات الناسور من خلال كاميرا صغيرة قطرها 1 سم، وكيها بواسطة أشعة الليزر فتغلق جميع قنوات الناسور دون احتمالية لعودته مرة أخرى.
- فترة استشفاء سريعة وآمنة، وذلك لأن أشعة الليزر تزيل جميع الأنسجة غير الطبيعية في قناة الناسور، الأمر الذي يساعد في سرعة الالتئام وقصر مدة الاستشفاء.
- آلام طفيفة يمكن السيطرة عليها بالمسكنات البسيطة بعد العملية مقارنة بآلام التدخل الجراحي.
“اقرا ايضا”
طريقة تنظيف الناسور بعد العملية
الفرق بين الناسور والخراج
هل عملية الناسور خطيرة؟