عملية المرارة بالمنظار
غالبًا ما نلجأ إلى عملية استئصال المرارة في الحالات غير المستجيبة للعلاج الدوائي أو التدخلات الجراحية البسيطة، وذلك لتخفيف أعراضها المؤلمة عن المريض، ووقايته من مضاعفاتها. وعادة يلجأ الأطباء في هذه الحالات إلى عملية المرارة بالمنظار، وذلك لأن المنظار الجراحي أصبح مؤخرًا الحل الأمثل في العديد من الجراحات، لتسهيله خطوات العملية وتجنب مضاعفات الجراحات التقليدية.
في هذا المقال نستعرض كافة المعلومات عن دواعي إجراء عملية المرارة بالمنظار، والمدة التي تستغرقها العملية، ودور المنظار الجراحي في تقليل المدّة اللازمة للتعافي.
دواعي إجراء عملية المرارة بالمنظار؟
المرارة هي عضو هام في جسم الإنسان مسؤول عن تخزين العصارة الصفراوية التي يفرزها الكبد، وتقوم بدورها في هضم الدهون عن طريق وصول هذه العصارة إلى الأمعاء خلال مرورها في القناة المرارية.
وهناك بعض الحالات المرضية التي يُنصح فيها بضرورة استئصال المرارة لتخفيف معاناة المريض من أعراضها، وحمايته من مضاعفاتها الخطيرة، من هذه الحالات:
- حصوات المرارة المسببة لانسداد القناة المرارية، والتي قد ينتج عنها مضاعفات مثل الإصابة بالصفراء.
- التهاب المرارة الحاد وتضخمها.
- التهاب البنكرياس كأحد مضاعفات انسداد القناة المرارية.
- فشل العلاج الدوائي في علاج التهاب المرارة وتسكين آلامها.
استئصال المرارة هو الحل الأمثل في هذه الحالات للقضاء على العدوى التي تسببها المرارة الملتهبة، وتجنب حدوث انفجار المرارة وتفاقم الأعراض.
كيف يتم استئصال المرارة بالمنظار الجراحي؟
عملية المرارة بالمنظار هي تدخل جراحي محدود، يلجأ إليه الطبيب كحل نهائي لتخفيف معاناة مرضى حصوات المرارة المسببة لمضاعفات خطيرة. وتتضمن العملية مجموعة من الخطوات تهدف إلى استئصال المرارة بأقل مضاعفات ممكنة.
من هذه الخطوات:
- يخضع المريض للعملية تحت تأثير التخدير الكلي.
- يصنع الطبيب 4 شقوق جراحية صغير في البطن لا تتعدى 1 سم.
- يُدخل الطبيب المنظار الجراحي المزود بكاميرا صغيرة في مقدمته خلال أحد الشقوق، ليحدد موقع المرارة داخل البطن.
- من خلال الشقوق الأخرى، يُدخل الطبيب أدوات جراحية صغيرة تساعد في فصل المرارة عن الأعضاء المحيطة بها، واستئصالها بدقة وإخراجها من أحد الشقوق، دون إلحاق الأذى بأي من الأعضاء المجاورة.
- تغلق الشقوق بالغرز أو الدبابيس الجراحية.
في بعض الحالات يلجأ الطبيب إلى تغيير مسار العملية، وذلك عند استكشافه لوضع المرارة ووضع الحصوات بداخلها بالمنظار الجراحي، فيجد خطورة من إزالتها عن طريق المنظار، ويضطر إلى استئصالها عن طريق الجراحة المفتوحة.
كم تستغرق مدة عملية استئصال المرارة بالمنظار؟
تستغرق عملية المرارة بالمنظار مدة تتراوح من ساعة إلى ساعتين، وذلك حسب الظروف الصحية لكل حالة ووضع المرارة، ويراقب الأطباء وضع المريض بعد العملية للاطمئنان على صحة وظائفه الحيوية، مثل التنفس وانتظام ضربات القلب، ونجاح العملية دون مضاعفات.
ما الذي يميز عملية المرارة بالمنظار عن التدخل الجراحي التقليدي؟
يفضل الدكتور أحمد سامي استخدام المنظار الجراحي في عملية استئصال المرارة، لوجود فرق كبير في نتائج العملية بينه وبين الجراحة التقليدية.
أهم ما يميز المنظار الجراحي:
- إجراء جراحي طفيف التوغل، لذا لا ينتج عنه مضاعفات خطيرة مقارنة بالجراحة المفتوحة.
- صغر حجم الشقوق الجراحية الناتجة عنه، فلا يتجاوز الشق الواحد 1سم، على عكس الجراحة التقليدية التي تتطلب إجراء شق جراحي يتراوح طوله ما بين 12-17سم.
- لا تترك الشقوق أي ندبات في الجلد بعد التئامها.
- عودة المريض إلى منزله في نفس يوم الخضوع للعملية، بينما تستدعي الجراحة المفتوحة بقاء المريض من 2-3 أيام في المستشفى.
- فترة تعافي سريعة تتراوح من أسبوع إلى أسبوعين، بينما تستغرق مدة التعافي من الجراحة المفتوحة من ما بين 4-6 أسابيع ليتمكن المريض من ممارسة حياته طبيعيًا.
- آلام بسيطة بعد العملية يمكن تحملها بتناول جرعات بسيطة من المسكنات التي يصفها الطبيب.
- انخفاض احتمالية حدوث التصاقات داخلية، والتي تعد إحدى المضاعفات الناتجة عن الجراحة المفتوحة.
- نسبة أقل من المضاعفات الناتجة عن العملية، وأهمها تعرض الجروح للعدوى.
تعليمات يوصي بها الطبيب لتعافٍ آمن من عملية المرارة بالمنظار
يوصي الطبيب مرضاه ببعض النصائح خلال فترة ما بعد العملية، لتسريع فترة التعافي وتجنب حدوث أي مضاعفات، أهم هذه النصائح:
- الالتزام بالأدوية التي يصفها الطبيب، لتلتئم الجروح سريعًا.
- أخذ قسطٍ كافٍ من الراحة، وعدم حمل أشياء ثقيلة.
- تناول الكثير من السوائل التي تحفز حركة الأمعاء، وتمنع الإصابة بالإمساك بعد العملية.
- وضع الأطعمة الغنية بالألياف ضمن النظام الغذائي للمريض لتنشيط حركة الأمعاء.
- الحفاظ على الجروح جافة واتباع النصائح التي يوصي بها الطبيب لتنظيف الجروح.
- المشي يوميًا بصورة تدريجية بعد العملية لتجنب حدوث جلطات.
ختامًا، وبعد أن عرضنا كافة المعلومات عن عملية المرارة بالمنظار ودورها في تخفيف آلام الكثير من مرضى حصوات المرارة، نوضح أن خبرة الطبيب تصنع فارقًا كبيرًا في الفحص والتشخيص السليم لأمراض المرارة، وتحديد الإجراء المناسب لكل حالة.