الأطباء يؤكدون: للجراحة دور هام في علاج البواسير الخارجية المنتفخة
يقول العامّة: “الإفراط في تناول الشطة يسبب البواسير، ويمكن علاج البواسير الخارجية المنتفخة نهائيًا عبر أخذ حمام دافئ”.. إنها لمعلومات خاطئة لا تستند إلى أدلة علمية حقيقية، وصحتها أن الشطة والفلفل الحار يسببان بعض التهيج فقط في منطقة الشرج عند خروجهما مع البراز، ولن تكون إضافتهما إلى الطعام سببًا مباشرًا للإصابة بالبواسير، أما الحمام الدافئ فهو وسيلة مُساعِدة تحد من الالتهاب والألم المصاحِبَين للبواسير، ولا يُعد علاجًا جذريًا بأي حال من الأحوال.
قد تُدهش عند قراءة تلك المعلومات لكونها مغايرة لما هو شائع بين جمهور الناس، إلا أنها حقائق أكدها الباحثون المختصون في أمراض الشرج والمستقيم خلال مختلف الدراسات العلمية التي سعوا في إجرائها.
للبواسير أنواع عديدة ودرجات متفاوتة
البواسير مرض شرجي المقصود به تضخم الأوعية الدموية الموجودة في منطقة الشرج، ولا يُصيب المرضى في هيئة واحدة، إنما تختلف أنواعه، وتتفاوت درجاته بين درجات طفيفة تتسبب في معاناة آلام مؤقتة تزول بزوال سبب المشكلة الرئيس، ودرجات أخرى متقدمة تسبب آلامًا شرجية شديدة تحتد نوباتها في أثناء التبرز والمشي والجلوس على أسطح صلبة.
ولمزيد من التفاصيل، قد صنف العلماء البواسير إلى نوعين رئيسيين:
- البواسير الداخلية (Internal hemorrhoids): تصيب الجزء العلوي من القناة الشرجية، فلا يراها المريض ولا يستطيع لمسها، إنما يشعر بآلامها في أثناء التبرز نتيجة مرور البراز عبر القناة الشرجية واحتكاكه بجدارها.
- البواسير الخارجية (External hemorrhoids): تتدلى من فتحة الشرج، وقد تقترن بسقوط شرجي أو نزيف، ويلاحظها المريض بسهولة ويستطيع لمسها.
وتصنف الأخيرة -أي البواسير الخارجية- إلى درجات متفاوتة الشدة، ففي الدرجات الطفيفة تتدلى البواسير عبر فتحة الشرج عند الإجهاد أو الإصابة بالإمساك نتيجة زيادة الضغط على منطقة الحوض، ثم ترتفع إلى القناة الشرجية تلقائيًا بعد الراحة. أما البواسير الخارجية المُصنفة ضمن الدرجات المتأخرة، فإنها تكون منتفخة ومتورمة، ولا تستقر داخل قناة الشرج عند الضغط عليها بالإصبع.
ويصاحب تلك الدرجات المتقدمة من البواسير نزيف يرصده المريض -عادةً- بعد بذل المجهود الكبير، أو بعد إخراج براز صلب القوام (أي حال الإصابة بالإمساك)، أو عند احتكاك منطقة الشرج بسطح صلب.
هذا ما تنتهي إليه محاولات المرضى في علاج البواسير المنتفخة الخارجية منزليًا
تنتهي -غالبًا- محاولات علاج البواسير نهائيا عبر الوسائل التحفظية بالفشل، فالدرجات المتقدمة من البواسير الخارجية المصحوبة بالالتهابات والتورُّم أو السقوط الشرجي الجزئي لا تستجيب استجابة كاملة لمسكنات الألم أو المراهم المخدرة الموضعية، لأن تلك الوسائل تحد من شدّة الأعراض لفترات زمنية محدودة، ولا تستهدف سبب المرض الرئيسي.
وفي محاولات أخرى، قد يلجأ بعض المرضى إلى شرب السوائل وتناول الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية كالخضراوات والفواكه، وهي وسيلة لا تضمن الشفاء التام من البواسير الخارجية المنتفخة التي تصنف ضمن الدرجات المتقدمة، إنما تُسهم في تليين قوام البراز، وبالتالي تخفيف الآلام المصاحبة للتبرز، والحد من التهابات منطقة الشرج.
نستنتج مما سبق توضيحه أن نتائج علاج البواسير الخارجية المنتفخة الملتهبة منزليًا محدودة، فتقتصر على تحجيم شدة الأعراض، وتحسين حالة منطقة الشرج وفقط.
هل للجراحة دور في علاج البواسير الخارجية المنتفخة؟
تؤدي التدخلات الجراحية دورًا هامًا في علاج البواسير، وتوفر نتائج علاجية ممتازة للمرضى، لا سيما عند الاستعانة بأدوات وأجهزة حديثة تجنبهم خطر التعرض لأي مشكلات تُصيب عضلات الشرج أو أنسجة القولون والمستقيم، وتمنع عودة المشكلة لهم مستقبلًا.
ومن أحدث التقنيات الجراحية التي استخدمها أطباء جراحة الشرج في علاج البواسير الخارجية المنتفخة خلال السنوات الأخيرة:
-
أجهزة الليزر
يستخدم الجرّاح جهاز ليزر متصل بقسطرة دقيقة يُدخلها عبر فتحة شرج المريض، ويوجهها إلى الأوردة المتضخمة -المسببة للبواسير- فتنطلق منها -أي القسطرة- طاقة الليزر الفعالة لتعمل على “تجليط” الدم الموجود داخل تلك الأوردة، مما يؤدي إلى انكماش جدرانها، وانغلاقها بالكامل.
وإن جاز التعبير، يمكن وصف عمليات البواسير التي تُجرى بمساعدة طاقة الليزر بكونها “السهل الممتنع”، لأنها تتطلب دقة شديدة في إجرائها رغم سهولة خطواتها، فخلالها ينبغي توجيه نبضات الليزر إلى الأوردة المستهدفة بحرص لكي لا تُصاب أنسجة الشرج وعضلاته بأي أضرار، وهو أمر يعتمد على خبرة الجرّاح ومهارته الشخصية، ومدى اعتماده على إصدارات حديثة من أجهزة الليزر.
ولذلك يستخدم الدكتور أحمد سامي -استشاري جراحات القولون والشرج وجراحات الجهاز الهضمي- جهاز “ليزر دايود 1470 وات” الذي يُعد أحدث أنواع أجهزة الليزر في العالم حاليًا.
-
الدباسات الجراحية المتطورة
قد يستخدم الطبيب الدباسات الجراحية عند علاج البواسير الخارجية المنتفخة التي تُصنف ضمن الدرجات المتأخرة المصحوبة بسقوط شرجي جزئي.
وتعتمد آلية عمل تلك الدباسات على تكنولوجيا فائقة التطور، فيدخلها الطبيب عبر فتحة الشرج مرورًا بالقناة الشرجية، وبمجرد الوصول إلى البواسير تُطلَق الدبابيس من أجل ربط الأوردة المنتفخة وقطع الإمداد الدموي عنها.
رسالة أخيرة..
قد يكتم بعض المرضى شكواهم فيتحملون آلام البواسير الخارجية، ويعانون صعوبات التبرز في صمت، ويؤجلون استشارة الجرّاح المختص خشية أن يكون مضمون قراره الخضوع لجراحة تُسبب لهم آلامًا أكثر شدة من تلك التي يعانونها.
لذلك قررنا أن ننهي كلماتنا اليوم بنصيحة لتلك الفئة من المرضى، فنقول لهم.. إنّ آلام التئام الأنسجة بعد علاج البواسير الخارجية المنتفخة جراحيًا لن تكون أسوأ من آلام المرض نفسه، فهي مُجرد آلام مؤقتة تختفي في غضون أيامٍ معدودة عند تنفيذ تعليمات الجراح المتعلقة بطريقة العناية بمنطقة الشرج، وتناول مسكنات الألم التي وصفها، ففي هذه الحالة تلتئم الأنسجة سريعًا، وتختفي مشكلة البواسير دون رجعة.
تقدم عيادات الدكتور أحمد سامي -استشاري جراحات القولون والشرج وجراحات الجهاز الهضمي- جميع الخدمات التشخيصية والعلاجية لأمراض الشرج بالاعتماد على أحدث الأجهزة والتقنيات، مما يوفر للمرضى أعلى وأجود درجات الرعاية الطبية.
“اقرا ايضا”
افضل دكتور بواسير في مصر
سعر عملية الشرخ بالليزر في مصر 2023
علاج البواسير بدون جراحة