ظهور الدمامِل والتجمعات الصديدية حول منطقة الشرج من الأمور المثيرة للقلق، فما إن تظهر أي مشكلة في تلك المنطقة، يتوتر المريض وتأخذه الحيرة، فيتساءل: هل الأعراض التي أشعر بها مؤقتة وستختفي تلقائيًا عبر تناول المسكنات أو استخدام مراهم المضاد الحيوي الموضعية؟ أم أن الأمر يستلزم الخضوع لتدخل طبي أكبر؟

ضمن إطار السطور القادمة نستعرض كافة المعلومات التفصيلية حول الفرق بين الناسور والخراج الشرجييّن، بما في ذلك الأعراض التي تُصاحب كل مشكلة منهما، ووسائل العلاج المُتبعة في التعامل معهما..

الفرق بين الناسور والخراج.. تعرف على طبيعة كلٍ منهما

من الأمور المشتركة بين الناسور والخراج أن كلاهما قد يظهر بالقرب من فتحة الشرج (فتحة الإخراج)، إلا أن شكلهما والطريقة التي يتكونان بها مختلفتين.

 

إليك لمحة سريعة عن الفرق بين الناسور والخراج خلال الفقرات التالية:

  • الخرّاج الشرجي (Anal abscess)

الخراج هو جيب يحوي صديدًا أو قيحًا، ويتكون نتيجة الإصابة بالعدوى البكتيرية بجانب فتحة الشرج.

  • الناسور الشرجي (Anal fistula)

الناسور -بمفهومه العام- هو قناة تمتد عبر طبقات الجلد، فتكون فتحتها واضحة على السطح الخارجي منه.

أما الناسور الشرجي فيُعرف بأنه قناة تظهر فتحتها على سطح الجلد في منطقة الشرج، وتمتد تلك القناة عبر طبقات الجلد وصولًا إلى قناة الشرج، وعادةً ما تحتوي قناة الناسور على تجمعات صديدية وقيح بسبب العدوى البكتيرية التي أصابت هذه المنطقة.

كيف اعرف الناسور من الخراج؟

تتشابه -إلى حد ما- أعراض الأمراض الشرجية، ولكي يحصل المريض على تصور مسبق فيما يتعلق بطبيعة إصابته قبل زيارة طبيب الجراحة المختص، عليه بمعرفة الأعراض المصاحبة لبعض أمراض الشرج، مثل الناسور والخراج.

  • أعراض خرّاج الشرج

يشعر المريض المصاب بالخراج الشرجي بألم شديد تزداد حدته في أثناء الجلوس، ويلاحظ تورمًا واحمرارًا شديدين في جلد المنطقة المحيطة بفتحة الشرج.

وفي بعض الحالات المرضية التي تتضمن وجود خراجات عميقة في منطقة الشرج، ترتفع درجة حرارة المريض، وتصيبه القشعريرة.

  • أعراض الناسور الشرجي

يمكن القول إن أعراض الناسور الشرجي مشابهة لبعض أعراض الخرّاجات، فالإصابة بالناسور تقترن بآلام الشرج التي تتفاقم في أثناء الجلوس أو التبرز، إضافة إلى اقترانها بالتهاب وتورم المنطقة المحيطة بفتحة الشرج، وارتفاع درجة حرارة الجسم في الحالات المتقدمة.

ولكن تتميز أعراض الناسور بظهور فتحة في منطقة الشرج (فتحة الناسور) التي يخرج منها بعض الصديد أو الإفرازات الدموية.

وإذا أردت أن تكون واحدًا من المرضى الذين أكدوا تعافيهم بعد علاج الناسور الشرجي بقول: “مرّت تجربتي مع الناسور الشرجي بلا مضاعفات”، فاحرص على زيارة الطبيب فور ملاحظتك أي من الأعراض الموضحّة أعلاه، فسرعة التشخيص أولى خطوات التعافي الآمن.

الفرق بين الناسور والخراج (فيما يتعلق بطريقة العلاج)

يتمثل الفرق بين الناسور والخراج الشرجي فيما يتعلق بوسائل العلاج المتاحة لكل منهما في الآتي:

  • علاج الخرّاج الشرجي عبر التصريف

يُعالِج الأطباء مشكلة الخرّاج الشرجي عبر “فتحه وتصريفه” لإخراج الصديد المتجمع داخله، ويصفون -أيضًا- بعض المضادات الحيوية للمرضى من أجل القضاء على المسبب الرئيس للعدوى.

  • علاج الناسور الشرجي بالليزر

يحتاج الناسور الشرجي إلى تدخل طبي أكثر دقةً وحساسية، ويعتمد ذلك التدخل على إجراء جراحة دقيقة تستهدف تنظيف قناة الناسور من الصديد والدم وكل السوائل المتجمعة داخلها، ومن ثمّ إغلاقها بإحكام عبر استخدام أشعة الليزر الفعالة.

وفي أثناء علاج الناسور الشرجي بالليزر، يستعين الأطباء بأجهزة ليزر متطورة مزودة بقسطرة (أنبوب) دقيقة يستطيعون إدخالها إلى قناة الناسور، ومن ثم سحبها إلى الخارج بحرص من أجل إغلاق تلك القناة بالكامل، فلا تعود الإصابة مجددًا للمريض بعد خضوعه للعملية.

هل يُمكن أن يتحول الخراج الشرجي إلى ناسور؟

في حال تجاهل أعراض الخراج الشرجي وتأخّر تشخيص المشكلة، قد يصير الخرّاج ناسورًا شرجيًا، فإذا لم يفتح الطبيب الخراج الشرجي ويُصرفّه سريعًا خلال أولى مراحل الإصابة، سيتحول الخراج إلى ناسور شرجي مما يتطلب خضوع المريض لعملية جراحية باستخدام الليزر لغلق قناة الناسور (كما أوضحنا مسبقًا).

لذلك ينبغي للمصاب الحرص على زيارة طبيب جراحات الشرج المختص فور ظهور أي تجمعات صديدية بالقرب من فتحة الشرج، أو عند شعوره بأي آلام غير معتادة في أثناء الجلوس أو التبرز، أو عند اقتران تلك الأعراض بارتفاع درجة حرارة الجسم.

ومن بابٍ أولى، ينبغي للمريض اتباع نمط حياة صحي يُجنبه الإصابة بأمراض الشرج المزعجة التي غالبًا ما تُصيب الأشخاص مسببةً عدّة أعراض مؤرقة تمنعهم عن الحصول على حياة طبيعية.

ما سُبل الوقاية من الناسور والخراج الشرجي؟

اتباع سبل الوقاية التي يوصي بها الأطباء المختصون من الخطوات الضرورية التي تُجنب المرضى معاناة الآلام والمضاعفات، وتساعدهم على عيش حياة صحية قدر المستطاع.

ومن أبرز النصائح التي يوجهها الأطباء لتفادي تَكوّن الناسور أو الخراج الشرجي، والوقاية من مختلف الأمراض الشرجية:

  • حلق الشعر الزائد الموجود في منطقة أسفل الظهر وحول فتحة الشرج.
  • الاهتمام بالنظافة الشخصية عبر تنظيف فتحة الشرج جيدًا بعد التبرز، والاستحمام، والحرص على تغيير الملابس الداخلية باستمرار.
  • اتباع نظام غذائي غني بالألياف والسوائل لتسهيل خروج البراز وتفادي الإصابة بالإمساك، فزيادة صلابة البراز لفترات طويلة تؤدي إلى الإصابة بعدّة أمراض شرجية، منها البواسير والشرخ الشرجي.

من هو أفضل طبيب لتشخيص حالات الناسور والخراج الشرجي؟

يُعَد الدكتور أحمد سامي -استشاري جراحات القولون والشرج وجراحات الجهاز الهضمي- أحد أفضل الأطباء الخبراء في تشخيص أمراض الشرج، لما يمتلكه من تاريخ طويل من الخبرة العملية التي تؤهله لتشخيص حالات الناسور أو الخراج الشرجي بدقة، وعلاجها باستخدام أحدث الوسائل العلاجية التي تضمن الحفاظ على أنسجة الشرج وعضلاته.

“اقرا ايضا”
علاج الناسور العصعصي
الناسور العصعصي عند النساء