الألم خلال التبرز ليس مجرد انزعاج عابر، بل قد يكون علامة على مشكلة تحتاج إلى عناية طبية، مثل الشق الشرجي.

يعاني الكثير من الأشخاص في صمت من هذا الألم المزعج الذي قد يجعل كل زيارة للحمام تجربة مرهقة نفسيًا وجسديًا، لذا في هذا المقال سنلقي الضوء على كل ما تريد معرفته حول الشق في الشرج، حتى تكون لديك صورة كاملة عن هذه المشكلة الصحية وكيفية التعامل معها بفعالية.

ما هو الشق الشرجي؟

الشق الشرجي جرح أو تمزق صغير في بطانة القناة الشرجية، وهو من أكثر الحالات الشرجية شيوعًا، خاصة بين الأشخاص الذين يعانون الإمساك المزمن أو يواجهون صعوبة في أثناء التبرز، ويحدث هذا التمزق بسبب الضغط الزائد على منطقة الشرج، ما يؤدي إلى الشعور بألم شديد في أثناء وبعد التبرز.

وعلى الرغم من أن هذا الشق قد يكون بسيطًا في بدايته، قد يصبح مشكلة مزمنة إذا لم يُعالج بصورة صحيحة، ففي الحالات المزمنة قد يسبب تشنج في العضلة الداخلية للشرج، ما يعوق التئام الجرح ويزيد من حدة الألم.

أسباب الشق الشرجي

تتنوع أسباب الشق الشرجي، لكن معظمها يتعلق بزيادة الضغط على القناة الشرجية أو تعرضها للتهيج المتكرر. وتشمل الأسباب الرئيسية:

  • الإمساك المزمن ويعد من أهم الأسباب، لأنه يؤدي إلى مرور براز صلب يسبب تمزق بطانة الشرج.
  • الإسهال المتكرر يؤدي إلى تهيج المنطقة الشرجية وزيادة احتمالية حدوث شقوق صغيرة.
  • الولادة الطبيعية، فقد تعاني بعض النساء شقًا في الشرج بعد الولادة بسبب الضغط الكبير على المنطقة خلال المخاض.
  • العادات الغذائية السيئة، مثل قلة تناول الألياف وشرب الماء.
  • أمراض الأمعاء الالتهابية مثل داء كرون، ويكون فيها جدار الأمعاء أكثر عرضة للتمزقات الصغيرة.
  • الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالشق الشرجي، بسبب الإمساك المزمن الذي يؤدي إلى مرور براز صلب يسبب تمزق بطانة الشرج، وعادةً ما يلتئم الشق الشرجل عند الأطفال باستخدام العلاجات الطبيعية مثل تعديل النظام الغذائي وزيادة تناول السوائل، لكن في الحالات المتكررة يجب استشارة الطبيب.

أعراض الشق في الشرج وشكله

تظهر أعراض الشق الشرجي بصورة واضحة إذ يشكو المريض من:

  • ألم حاد في أثناء التبرز.
  • حدوث نزيف خفيف.
  • الشعور بالحرقان أو الحكة.
  • تشنج في العضلة العاصرة يزيد من صعوبة التئام الجرح.

أما عن شكل الشق الشرجي، فهو يظهر على هيئة جرح صغير أو تمزق طولي في بطانة القناة الشرجية، وفي الحالات المزمنة قد يظهر نمو زائد جلدي صغير عند نهاية الشق نتيجة الالتهاب المستمر.

خطوات التشخيص الصحيح

يعد التشخيص أمرًا بسيطًا في معظم الحالات، ويعتمد على الأعراض الظاهرة والفحص السريري دون الحاجة إلى فحوصات معقدة، أما الحالات المزمنة أو المشتبه في ارتباطها بحالات مرضية أخرى، قد تتطلب اختبارات إضافية. وتشمل خطوات تشخيص الشق في الشرج:

  • سؤال الطبيب عن الأعراض، مثل الألم في أثناء التبرز والنزيف ومدتهما، بالإضافة إلى العوامل المحتملة مثل الإمساك المزمن أو الإسهال المتكرر.
  • فحص المنطقة الشرجية برفق باستخدام الإضاءة الكافية، وفي أغلب الأحيان يكون الشق واضحًا للعين المجردة، خاصة في الحالات الحادة.
  • تقييم حالة الشق فيظهر التمزق كجرح سطحي حديث في الحالات الحادة، بينما في الشق المزمن قد توجد زائدة جلدية صغيرة أو تليف في حواف الشق.
  • إجراء فحوصات إضافية -مثل تنظير المستقيم أو القولون- في بعض الحالات التي لا تلتئم بسهولة، أو إذا كان هناك شك بالإصابة بأحد أمراض الأمعاء الالتهابية أو البواسير أو أورام المستقيم.

 

يعد التشخيص الدقيق خطوة أساسية لاختيار العلاج المناسب، لأن التفريق بين الشق الشرجي وغيره من الأمراض المشابهة يساعد في تجنب العلاجات غير المناسبة وتسريع عملية الشفاء.

علاج الشق الشرجي

يعتمد العلاج على حالة الشق، ففي المراحل المبكرة، يمكن أن يلتئم باستخدام العلاجات المنزلية مثل:

  • تناول الأطعمة الغنية بالألياف لتليين البراز وتجنب الضغط أثناء التبرز.
  • شرب كميات كافية من الماء لتجنب الإمساك.
  • استخدام المراهم المسكنة والمضادة للالتهاب لتقليل الألم وتحفيز التئام الجرح.
  • الجلوس في حمام دافئ للمساعدة في تخفيف التشنج وتحسين تدفق الدم إلى المنطقة المصابة.

لكن في الحالات المزمنة التي لا تستجيب للعلاج المحافظ يكون الحل الجراحي ضروريًا، وتُعد عملية الشق الشرجي بالليزر من أحدث وأفضل السبل العلاجية، لأنها توفر نتائج فعالة دون الحاجة إلى جراحة تقليدية، وقد أثبتت فعاليتها خاصة في علاج الشق الشرجي المزمن الذي لم يستجب للعلاجات الأخرى.

من المهم التعرف علي الفرق بين علاج الشرخ الشرجي وعلاج الشق

مضاعفات الشق الشرجي

إذا لم يُعالج الشق في الوقت المناسب، فقد يحدث ما يلي:

  • تحول الشق إلى شق مزمن مع استمرار الألم والنزيف.
  • تكوين زوائد جلدية عند حواف الشق.
  • حدوث التهاب وعدوى قد تتطلب تدخلًا جراحيًا.
  • تشنج مزمن في العضلة العاصرة ما يسبب صعوبة التئام الجرح.

لذلك، يُفضل اللجوء إلى العلاجات الحديثة مثل الليزر عند الحاجة، لتجنب المضاعفات وتحقيق شفاء سريع.

ما الفرق بين الشق الشرجي والشرخ والبواسير؟

​​يخلط الكثير من الناس بين الشق والشرخ الشرجي والبواسير نظرًا لتشابه الأعراض، لكن كل حالة منهم تختلف من حيث السبب والتشخيص والعلاج، لذا من المهم معرفة الفرق بينهم لتحديد العلاج المناسب والتعامل الصحيح مع كل مشكلة.

الفرق بين الشق الشرجي والشرخ الشرجي

يُستخدم مصطلح الشق للإشارة إلى التمزق السطحي الحاد في بطانة القناة الشرجية، وهو عادةً حالة مؤقتة تلتئم خلال أسابيع قليلة مع العلاج المحافظ، أما الشرخ الشرجي فهو المصطلح الذي يُطلق على الحالات المزمنة، عندما يصبح الجرح أعمق ولا يلتئم بسهولة بسبب التشنج المستمر في العضلة العاصرة الداخلية للشرج، لذا عند ظهور أعراض الشرخ الشرجي قد يحتاج المريض إلى علاج طبي متقدم مثل الجراحة أو الليزر لتسهيل التئام الجرح.

قد يهمك ايضا الاطلاع علي تجربتي في علاج الشرخ الشرجي

الفرق بين الشق الشرجي والبواسير

البواسير تورم أو انتفاخ في الأوردة الدموية داخل أو خارج القناة الشرجية، وتختلف أعراض البواسير تمامًا عن الشق في الشرج، فألم البواسير يكون أقل حدة لكنه مستمر خاصة عند الجلوس، بينما يكون الشق حادًا ومصحوبًا بإحساس بالتمزق خلل التبرز، كذلك البواسير قد تسبب حكة وتهيجًا في منطقة الشرج، أما الشق فيسبب ألمًا شديدًا ونزيفًا خفيفًا يظهر على سطح البراز أو المناديل الورقية.

اطلع علي احدث الطرق في علاج البواسير

كيفية الوقاية من الشق الشرجي

إن الوقاية من حدوث الشق في الشرج أسهل بكثير من علاجه، لذا يُفضل اتباع عادات صحية تحافظ على صحة الجهاز الهضمي وتمنع حدوث الإمساك أو التهيج المتكرر في القناة الشرجية، ومن أهم سبل الوقاية:

  • اتباع نظام غذائي غني بالألياف مثل الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة للحفاظ على ليونة البراز.
  • شرب كميات كافية من الماء يوميًا لتجنب الجفاف وتسهيل حركة الأمعاء.
  • تجنب الضغط الشديد خلال التبرز والذهاب إلى الحمام عند الحاجة دون تأخير.
  • ممارسة الرياضة بانتظام، لأن التمارين الخفيفة مثل المشي تساعد على تحسين حركة الأمعاء وتقلل خطر الإمساك.
  • تجنب الجلوس لفترات طويلة على المرحاض، لأنه قد يؤدي إلى زيادة الضغط على منطقة الشرج.
  • الحفاظ على نظافة المنطقة الشرجية، واستخدام الماء الفاتر بدلاً من المناديل الورقية الجافة التي قد تسبب تهيجًا إضافيًا.

خلاصة القول، إن الشق الشرجي من المشكلات الصحية التي تسبب ألمًا شديدًا، لكن مع التشخيص والعلاج المناسب، يمكن السيطرة عليه بسهولة.

لذا إذا كنت تعاني آلامًا في منطقة الشرج ننصحك بالتواصل مع الدكتور أحمد سامي -استشاري جراحات القولون والشرج- عن طريق ارقمنا الموضحه علي الموقع او من خلال الواتساب لمساعدتك في التخلص من هذه الآلام، ونساعدك في تجنب المضاعفات المحتملة عند إهمال العلاج.