الناسور العصعصي عند النساء.. مشكلة مؤرقة لا يجب تجاهلها
يربط الكثيرون الإصابة بالناسور العصعصي بالرجال فقط، لكن الحقيقة تُخالف هذا التصور الشائع، إذ يُعانيه عديد من النساء، خصوصًا في الفئة العمرية ما بين 15 إلى 35 عامًا.
ويتفاقم الناسور العصعصي عند النساء في أغلب الأحيان، بسبب الخجل من مناقشة الأعراض أو تجاهل علاماته المبكرة، ما يجعل التشخيص متأخرًا والعلاج أكثر تعقيدًا.
ورُغم معرفة الكثيرون ما هو الناسور العصعصي، يظل التساؤل عن أعراضه وأسبابه لدى النساء تحديدًا أمرًا رائجًا، وهو ما سوف نتناوله في السطور القادمة.
أعراض الناسور العصعصي عند النساء
أول ما تلاحظه المرأة المُصابة من اعراض الناسور هو ألم مزعج في أسفل الظهر، خاصةً عند نهاية العمود الفقري، ويزداد هذا الألم عند الجلوس فترات طويلة أو الحركة، ثمَّ يتبع ذلك أعراضًا أخرى، مثل:
- تورّم في منطقة أسفل الظهر، يرافقه احمرار ودفء ملحوظ.
- خروج إفرازات قيحية أو دموية من فتحة صغيرة في الجلد، وقد تكون هذه الإفرازات كريهة الرائحة.
- حكة شديدة أو شعور مستمر بعدم الراحة.
- ارتفاع درجة الحرارة أحيانًا في حالات الالتهاب الشديد.
وقد تظهر هذه الأعراض فجأة أو تتطور بصورة تدريجية، مما يصعّب أحيانًا ملاحظة المشكلة في بدايتها.
أسباب الناسور العصعصي عند النساء
لا يرتبط ظهور الناسور العصعصي عند النساء بالإصابة بعدوى مباشرة، فهو ينشأ بسبب انغراس الشعر تحت الجلد في المنطقة الواقعة بين الأرداف، وتتعدد العوامل التي تهيّئ حدوث هذه الحالة، من أبرزها:
- الجلوس فترات طويلة، خاصةً أمام الشاشات أو في أثناء القيادة.
- ارتداء ملابس ضيّقة تسبب احتكاكًا دائمًا في أسفل الظهر.
- زيادة التعرّق في هذه المنطقة دونَ تهويتها بصورة كافية.
- طبيعة الشعر إذا كان كثيفًا أو مجعدًا.
- الوزن الزائد الذي يزيد الضغط على أسفل الظهر ويعرقل التهوية.
ولذلك النساء العاملات في بيئات مكتبية أو اللاتي يتطلب نشاطهن الجلوس المطوّل، هن الأكثر عرضةً لتطوّر هذه الحالة دونَ إدراك.
هل يمكن التعايش مع الناسور العصعصي عند النساء؟
يمكن التعايش مع الناسور العصعصي في حال كان غير ملتهبًا ولم يسبب أعراضًا مزعجة، وهناك بالفعل بعض النساء اللاتي يعشن مدة طويلة مع هذه الحالة دون أن يعرفن بها، خصوصًا إذا لم تتطور إلى خُراج.
وهذا “التعايش” ليس حلًا دائمًا، ورُبما يكون تهرّب مؤقت، فالناسور لا يُشفى من تلقاء نفسه، بل يتفاقم أحيانًا وكل نوبة ألم أو التهاب جديدة تجعل العلاج أكثر تعقيدًا، لذا يجب التوجه للطبيب فور ظهور أعراض هذه الحالة؛ للخضوع للتشخيص الدقيق.
وسائل تشخيص الناسور العصعصي عند النساء
لا تحتاج المرأة إلى إجراء معقد لاكتشاف وجود الناسور العصعصي، إذ يعتمد الطبيب على الفحص السريري في المقام الأول، وخلاله يُلاحظ وجود فتحة الناسور أو التورّم، أمّا في الحالات المزمنة أو المتأخرة، فقد يلجأ إلى التصوير بـ:
- الموجات فوق الصوتية لتحديد امتداد الناسور.
- الرنين المغناطيسي إذا وُجد أكثر من ممر أو احتمال لوجود تشعبات داخلية.
ولا ننسى بالطبع أن التشخيص المبكر يقلّل احتمالية تطور الحالة إلى خُراجات مؤلمة أو ناسور مزمن مُتعدد الفتحات.
علاج الناسور العصعصي عند النساء
يعتمد اختيار طريقة العلاج على حالة الناسور ومدى تطوره، ففي المراحل المبكرة قد يكتفي المريض بـ:
- تنظيف المنطقة.
- إزالة الشعر.
- استخدام المضادات الحيوية الموضعية أو الفموية إذا وُجد التهاب.
وفي حالة وجود خُراج، يجب فتحه لتصريف القيح والعناية اليومية بالجُرح، بينما في الحالات المزمنة، تُعد عملية الناسور العصعصي خيارًا لا غنى عنه.
هل يعود الناسور العصعصي بعد الجراحة؟
نعم، في بعض الحالات يعود إذا لم تُتبع تعليمات الوقاية بعناية، خاصةً فيما يتعلق بإزالة الشعر وتنظيف المنطقة باستمرار.
ربما قد يهمك التعرف علي مزيد من التفاصيل حول: متى يلتئم جرح عملية الناسور
نصائح للوقاية من الناسور العصعصي عند النساء
الوقاية دائمًا خيرٌ من العلاج، ويمكن للنساء تقليل خطر الإصابة بالناسور العصعصي أو الحد من تفاقمه في حال وجوده بالفعل من خلال النصائح الآتية:
- إزالة الشعر دوريًا من منطقة أسفل الظهر، لا سيما إذا كان كثيفًا.
- الحفاظ على نظافة المنطقة وبقائها جافة طوال الوقت.
- استخدام ملابس داخلية قطنية وفضفاضة تسمح بتهوية المنطقة.
- تجنب الجلوس لساعات طويلة دونَ حركة أو تغيير وضعية الجسم.
- فقدان الوزن إذا كان زائدًا، لتحسين التهوية وتقليل الضغط.
- الاستحمام مباشرة بعد التعرق أو ممارسة الرياضة.
والآن نتطرق إلى الإجابة عن بعض الأسئلة الشائعة التي تشغل بال النساء حول الناسور العصعصي.
إزاي أعرف إن أنا عندي الناسور؟
يمكنكِ ترجيح احتمالية الإصابة بالناسور العصعصي إذا لاحظتِ:
- تورم أو ألم أسفل الظهر، خصوصًا عند الجلوس.
- خروج إفرازات أو صديد.
- احمرار مستمر.
كيف يكون الناسور عند النساء؟
يظهر الناسور العصعصي عند النساء على هيئة فتحة صغيرة في الجلد بين الأرداف، وقد يخرج منها صديد أو دم أحيانًا، ويُصاحبها تورم وإحساس بالألم.
وقد تظهر هذه الأعراض فجأة، وقد تتطور مع مرور الوقت نتيجة وجود ناسور لم يُعالَج من البداية.
هل الناسور العصعصي يؤثر في الحمل؟
لا يؤثر الناسور العصعصي في الحمل، وإذا حدث التهاب أو خُراج خلال فترة الحمل، فقد يتطلب الأمر تدخلًا طبيًا محدودًا أو تأجيل الجراحة بعد الولادة.
هل يمكن علاج الناسور العصعصي دونَ جراحة؟
في المراحل المبكرة فقط، لكن في حال تطوره لمرحلة الناسور المزمن أو تكوّن خُراج، يصبح التدخل الجراحي ضروريًا.
الخلاصة..
الناسور العصعصي عند النساء ليس أمرًا يُستهان به، فتجاهل الألم أو الخجل من مناقشة المشكلة، يفتح الباب أمام مضاعفات خطيرة تحتاج إلى علاج أكثر تعقيدًا، لذلك يجب الفحص الفوري عند ظهور الأعراض والعناية المستمرة بالنظافة، فكلها خطوات بسيطة تحميكِ من معاناة طويلة، فلا تنتظري حتى يتفاقم الألم ليوقظك، بل واجهيه من بدايته.