إهمال مشاكل الجهاز الهضمي التي يعاني منها بعض الأشخاص، قد يكون سببًا رئيسيًا في الإصابة بالعديد من أمراض الشرج، منها الناسور الشرجي الذي يصيب القناة الشرجية مسبباً آلامًا شديدة وإفرازات مستمرة. ترى ما هو الناسور الشرجي؟ وما هي أسبابه؟ وهل يصبح خطيرًا إذا تُرك دون علاج؟ وما هي التقنيات الحديثة في العلاج؟

ما هو الناسور؟ ومتى يُطلق عليه الناسور الشرجي؟

يعد الناسور بصفة عامة من الأمراض الجلدية الشائعة بين الرجال عن النساء، وخاصة هؤلاء الأشخاص ممن تعتمد طبيعة عملهم على الجلوس لفترات طويلة، أو الأشخاص الذين يمتلكون الشعر الكثيف في بعض أجزاء الجسم، مثل منطقة الشرج، ومنطقة أسفل الظهر، فهو عبارة عن قناة صغيرة موجودة بين أنسجة الجسم، لها فتحة في بدايتها وفتحة في آخرها، وحسب موقع هذه الفتحات يمكن التعرف على نوع الناسور.

فعندما تصل القناة بين فتحة الشرج وسطح الجلد الخارجي، حينها نطلق على هذا النوع من الناسور “الناسور الشرجي”.

عوامل تزيد من فرص الإصابة بالناسور الشرجي

قبل الحديث عن العوامل التي تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بالناسور الشرجي عن غيرهم، نشير إلى أن أهم اسباب الناسور الشرجي هو الإصابة السابقة بخراج شرجي وإهمال علاجه أو عدم معرفة الشخص بإصابته بهذا الخراج، وبالتالي لا يحدث التدخل الطبي المناسب وتتطور الإصابة إلى الناسور الشرجي.

ومن العوامل التي تزيد فرص الإصابة:

  • الإصابة بأمراض الجهاز الهضمي، مثل التهاب القولون التقرحي.
  • الإصابة بداء كرون.
  • الإسهال المزمن.
  • العلاج الإشعاعي لأورام الجهاز الهضمي والمستقيم.
  • الإصابة بمرض الدرن.
  • الشعر الكثيف في منطقة الشرج، وإهمال النظافة الشخصية.
  • الإصابة ببعض الأمراض المنقولة جنسيًا.
  • حدوث إصابة في منطقة الشرج نتيجة حادث أو تدخل جراحي.

علامات الناسور الشرجي

بعد أن فسرنا ما هو الناسور الشرجي، والعوامل التي تتسبب في إصابة بعض الأشخاص دونًا عن غيرهم بالناسور الشرجي، نجد أن بعض الأشخاص قد يختلط عليهم الأمر بين أعراض الناسور الشرجي والبواسير، ويعتقد الكثير من الأشخاص أن أي ألم يشعرون به في فتحة الشرج، يدل حتمًا على إصابتهم بالبواسير، لذا نوضح فيما يلي أعراض الناسور الشرجي والفرق بينها وبين أعراض البواسير.

 

من أبرز علامات الناسور الشرجي:

  • كثرة الإصابة بالخراريج الشرجية.
  • ألم وتورم حول فتحة الشرج.
  • حكة واحمرار وتهيج للجلد حول فتحة الشرج.
  • ظهور إفرازات كريهة الرائحة، أو إفرازات دموية حول فتحة الشرج.
  • زيادة الألم عند التبرز، أو الجلوس.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم والشعور بالإعياء والتعب العام.

أما عن أعراض البواسير فهي تتشابه مع أعراض الناسور الشرجي في الآلام والحكة حول فتحة الشرج، والتي تزيد مع التبرز أو الاحتكاك، ولكن لا ينتج عن البواسير أى إفرازات كريهة الرائحة باستمرار، ولكن من الممكن ظهور إفرازات دموية بسيطة بعد عملية التبرز، ولا يصاحب البواسير أي خرّاج شرجي.

هل الناسور الشرجي خطير؟

عندما أجبنا عن سؤال ما هو الناسور الشرجي، اتضح أنه عبارة عن قناة تصل بين القناة الشرجية من الداخل والسطح الخارجي للجلد، لذا لا يبدو الناسور مرض يمكن الشفاء منه إذا تُرِكَ دون علاج، بل إنّ تَرْكَ الناسور الشرجي دون علاج من الأمور الخطيرة التي تتسبب في الإصابة بالعديد من المضاعفات الخطيرة.

من هذه المضاعفات:

  • تطور أكثر من ناسور في نفس المكان، وتفاقم الأعراض مع مرور الوقت، فيصبح غير قابل للعلاج أو يعود للظهور مرة أخرى بعد العلاج والجراحة.
  • تأذي عضلات فتحة الشرج، مما يؤدي إلى إصابة المريض بالسلس البرازي.

دور تقنية الليزر في علاج الناسور الشرجي

لا يعتمد الأطباء على المضادات الحيوية فقط في علاج الناسور الشرجي، ذلك لأن هذه القناة الموجودة بين أنسجة الجسم لا يمكنها الالتئام من تلقاء نفسها، وبالتالي ستظل بيئة حية للبكتريا وتكوين الصديد والإفرازات الدموية والبراز أحيانا في الحالات المتقدمة.

 

لذا تكون الطريقة المُثلى في العلاج هي إجراء عملية الناسور الشرجي، سواءٌ كانت جراحية أو باستخدام أشعة الليزر، ولكن لوجود العديد من المضاعفات المترتبة على التدخل الجراحي -وأهمها تأذي العضلات العاصرة لفتحة الشرج والإصابة بالسلس البرازي- اتجه الأطباء إلى استخدام تقنية الليزر في علاج الناسور الشرجي، والتى حققت نتائج مرضية مع كثير من المرضى.

عملية الناسور الشرجي بالليزر

أثبتت تقنية الليزر فاعليتها في علاج كافة أنواع الناسور الشرجي المرتفع والمنخفض والمتشعب، وذلك عن طريق استخدام القسطرة الخاصة بأشعة الليزر، وفي مقدمتها كاميرا صغيرة الحجم، ويتم إدخالها عن طريق فتحة الناسور الخارجية حتى تصل إلى الفتحة الداخلية للناسور، ويتم خلال العملية تنظيف قناة الناسور من جميع الإفرازات والصديد، والخلايا الميتة لتحفيز التئامها، وباستخدام الحرارة المتولدة من أشعة الليزر يتم كي القناة من الفتحة الداخلية إلى الخارجية إلى أن يتم إغلاقها بالكامل.

تتميز تقنية الليزر عن التدخل الجراحي في أنها إجراء أقل تدخلاً، بمعنى أنها لا ينتج عنها أي نزيف أو تلف للجلد، ولا تسبب أي أذىً لعضلات فتحة الشرج، كما تقل فترة التعافي بعد العملية. وفي حالة الناسور الشرجي المتشعب تساعد في إغلاق جميع قنوات الناسور بفاعلية.

ختاماً وبعد أن وضّحنا الكثير عن ما هو الناسور الشرجي وأعراضه وطرق علاجه، نشير إلى أهمية التشخيص المبكر والصحيح للناسور الشرجي، ودوره في زيادة فاعلية العلاج، وتجنب عودة الإصابة بالناسور مرة أخرى، لذا إذا كنت تعاني من أعراض مشابهة ننصحك بزيارتنا أو التواصل معنا لنساعدك على للتخلص من هذه الآلام، ونساعدك في تجنب المضاعفات المحتملة لإهمال العلاج.

اقرا ايضا:
علاج الناسور الشرجي