في الكثير من حالات الناسور العصعصي التي لم تستجب للعلاج الدوائي، يكون الحل الأمثل هو الخضوع لعملية الناسور العصعصي سواء عن طريق الجراحة التقليدية أو الليزر، ولا يتوقف نجاح رحلة العلاج على الخضوع للعملية فحسب، ولكن على مدى التزام المريض بنصائح الطبيب خلال فترة الاستشفاء من الناسور العصعصي بعد العملية.
لذا نجيب في هذا المقال عن بعض الأسئلة الشائعة التي تهم الكثير من مرضى الناسور العصعصي، ونتحدث عن أهم النصائح التي يوصي بها الطبيب لتقصير فترة الاستشفاء والعودة سريعاً إلى الحياة الطبيعية.
أيهما أفضل في علاج الناسور العصعصي.. الجراحة أم الليزر؟
قبل الحديث عن طرق علاج الناسور العصعصي وتوضيح أيها أفضل، دعونا نتحدث سريعاً عن هذا المرض، فهو مرض يصيب منطقة العصعص في الرجال أكثر من النساء خاصةً من يمتلكون الشعر الكثيف في هذه المنطقة، ومن يجلسون لفترات طويلة. ويظهر المرض في صورة كيس مملوء بالشعر في منطقة أسفل الظهر وسرعان ما يصاب بالعدوى مما يؤدي إلى تَكَوّن فتحات صغيرة في الجلد يخرج منها الإفرازات والصديد.
ويعد سؤال “أيهما الأفضل في علاج الناسور العصعصي.. الجراحة أم الليزر؟” هو الأشهر بين العديد من مرضى الناسور العصعصي الذين ينصحهم الطبيب بأن العملية هي الحل الأمثل في علاج حالتهم والوصول إلى الشفاء التام.
عادة ما يُفضل الأطباء استخدام تقنية الليزر عن الجراحة التقليدية في علاج الناسور العصعصي، ويرجع ذلك إلى العديد من الأسباب، وهي:
- تتميز تقنية الليزر بقدرتها على علاج الناسور العصعصي بشكل نهائي وبنسب نجاح تصل إلى 95%.
- تقل نسب عودة الإصابة بالناسور العصعصي بعد الليزر لتصل إلى 20%.
- يمكن للمريض العودة لمنزله في نفس يوم إجراء العملية، وممارسة نشاطه الطبيعي بعد يوم إلى يومين من العملية.
- مدة شفاء عملية الناسور العصعصي المفتوح (الجراحة المفتوحة) تكون أطول بكثير من الليزر، فهي تتراوح من أسابيع إلى شهور، على عكس تقنية الليزر التي تجعل فترة الاستشفاء قصيرة تصل إلى مدة أقصاها أسبوع.
- الآلام الناتجة عن عملية الناسور العصعصي بالليزر أقل كثيرًا من الجراحة المفتوحة، ويمكن السيطرة عليها بالمسكنات التي تؤخذ عن طريق الفم بجرعات صغيرة.
كيف نجعل مدة الشفاء من الناسور العصعصي بعد العملية قصيرة؟
ينصح الطبيب مرضاه بمجموعة من النصائح والتعليمات التي تساعدهم في قضاء فترة استشفاء سريعة من الناسور العصعصي بعد العملية. من أهم هذه النصائح:
- الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم والراحة خلال فترة ما بعد العملية.
- عدم ممارسة أي أنشطة شاقة، أو حمل أشياء ثقيلة خلال الأسبوع الأول بعد عملية الليزر، وأسبوعين بعد الجراحة التقليدية.
- المشي الخفيف، لأن المشي يعزز من سريان الدورة الدموية، ويساعد في تسريع عملية الالتئام.
- تجنب الاستحمام لحين التئام الجرح للحفاظ على منطقة الجرح جافة ونظيفة، وتجنب حدوث أي التهابات تؤخر من الالتئام.
- تجنب الجلوس لفترات طويلة خاصةً على الأسطح الصلبة لحين التئام الجرح.
- الحرص على ارتداء ملابس قطنية وفضفاضة، فعندما يقل الاحتكاك بين الملابس والجرح، تقل فرص الإصابة بالالتهابات ويلتئم الجرح سريعاً.
- الحرص على تناول قدرٍ كافٍ من الماء، وتجنب تناول الكافيين.
- تناول طعام صحي غني بالألياف وقليل الدهون، لتجنب الإمساك الذي يسبب إجهاد لمنطقة الشرج في أثناء التبرز.
- الالتزام بالأدوية التي يصفها الطبيب في مواعيدها وبجرعاتها المحددة لتقصير فترة الاستشفاء من الناسور العصعصي بعد العملية.
متى استطيع الجلوس بعد عملية الناسور العصعصي؟
يمكن للمريض الجلوس بعد فترة قصيرة من الخضوع للعملية، لأنه لم يثبت أن الجلوس له تأثير سلبي على تدفق الدورة الدموية لمكان الجرح، ولا يشكل أي ضغط على منطقة العصعص.
بل يكون مفيدًا أحياناً في المساعدة على تصريف السوائل والإفرازات من الجرح، ولكن ينصح الطبيب مرضى الناسور العصعصي بعد العملية، بعدم الجلوس لفترات طويلة على أسطح صلبة، واستخدام وسادات مبطنة ومخصصة لجراحات الشرج عند الجلوس.
ما مدة الراحة بعد عملية الناسور العصعصي؟
عادةً ما ينصح الطبيب مرضى الناسور العصعصي بعد العملية بأخذ قسطٍ كافٍ من الراحة يصل إلى يومين بعد العملية، ويمكنهم العودة إلى أنشطتهم اليومية مع الالتزام بالنصائح التي أوصى بها الطبيب بعد أسبوع في حالة استئصال الناسور العصعصي بالليزر، أما عن الجراحة التقليدية، فقد يستغرق الأمر من أسبوع إلى أسبوعين، وقد يستغرق التئام الجرح أسابيع إلى شهور.
متى يكون النزيف طبيعيًا بعد العملية؟ ومتى ينبغي استشارة الطبيب؟
عادة ما يخبر الطبيب المريض بعدم القلق من وجود نزيف خفيف أو إفرازات تخرج من الجرح خلال الأيام الأولى بعد العملية -خاصة الجراحة المفتوحة-، وعادة ما تتوقف هذه الإفرازات خلال الأسبوع الأول بعد العملية، لتكون هذه علامة من علامات شفاء الناسور العصعصي.
ولكن هناك بعض العلامات الأخرى التي تستدعي استشارة الطبيب، مثل:
- نزيف شديد ومستمر خلال فترة ما بعد العملية.
- تورم الجرح واحمراره.
- وجود رائحة كريهة في منطقة الجرح.
- ألام شديدة في منطقة الجرح لا تستجيب للمسكنات.
ختاماً وبعد أن أجبنا عن الأسئلة الشائعة عن الناسور العصعصي بعد العملية، وكيف يمكن أن تمر فترة الاستشفاء سريعاً وبأمان، ننوه أن الشفاء التام من الناسور العصعصي يعتمد على التشخيص الصحيح له منذ البداية ومعرفة احتمالية وجود أكثر من قناة للناسور أم لا، وكل هذا يعتمد على خبرة الطبيب المعالج في مثل هذه الحالات.
لذا إذا كنت تعاني أعراض الناسور العصعصي المؤلمة وتؤجل خطوة العلاج باستمرار، لا تتردد في زيارتنا أو التواصل مع الدكتور أحمد سامي – استشاري الجراحة العامة والمناظير وجراحة القولون والشرج- عبر الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني لننهي رحلتك مع هذه المعاناة نهائياً.
“اقرا ايضا”
الناسور العصعصي عند النساء